الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن العلم الشرعي من أهم الضرورات التي يحتاجها الفردُ المسلمُ في حياته ، وتحتاجُها الأمةُ كلُّها في مَسيرتِها الحضاريةِ،
فبالعلمِ الصحيحِ المأخوذِ من الكتابِ والسنةِ ترتقي الأمةُ، وتخرج من ظلماتِ الجهلِ ودَرَكاته إلى سماء العزِّ والمجدِ والسؤددِ، فهو السبيلُ الأمثلُ لإصابةِ الحقِّ ، وسلوكِ نهج الوسطية والاستقامة، وهو الطريق إلى الجنة؛ لذا جاءت النصوص الشرعية في الإعلاء من شأنه وشأنِ حامِليه وأصحابه كقوله تعالى:
(شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ)
قال الشوكاني رحمه الله: "المرادُ بأولي العلمِ هنا علماءُ الكتابِ والسُّنةِ".
وكقوله تعالى:
(وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
وفي الحديث:
(من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)
رواه مسلم
وامتداداً لرسالة مؤسسة النبأ العظيم في نشر الهدى القرآني، وإحياء مجالسه في الأمة، تمَّ إنشاء أكاديمية النبأ التعليمية والتي تشرف على تنفيذ دبلومات متخصصة في تدارس القرآن الكريم برؤية تعليمية أكاديمية، تعمل من خلالها على ترسيخ وإيضاح الأسس والمبادئ العلمية الصحيحة لمبدأ التدارس القرآني، ونشر هدى القرآن الكريم، وبما يكفل تمكين هدى القرآن الكريم والتدارس القرآني في الواقع المعاصر بشكل يستوعب الثوابت، ويستجيب للمتغيرات، معتمدة في ذلك على التفاعل بين العالم والمتعلم، ومستفيدين من وسائل التقنية الحديثة، بحيث يتيسر التعليم لأكبر عدد من الراغبين على مستوى العالم ملتزمين بمعايير الجودة والتميز.
أ.د. محمد بن عبد الله الربيعة
المشرف العام على الأكاديمية